[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بمرور عام على مشاركة المنتخب الوطني في التصفيات الآسيوية، فانه حري بنا ان نتوقف عند هذه المشاركة قبل ان تلقي اوزارها في آذار المقبل.
هذه المشاركة مرت بمرحلتين، الاولى عندما قاد المنتخب المدير الفني البرتغالي فينجادا، وخاض فيها المنتخب الوطني مباراتين كانت الحصيلة فيهما نقطة واحدة من تعادل مع تايلند في عمان، فيما كانت الخسارة من منتخب سنغافورة 1/2 على ارض الاخير، اما المرحلة الثانية فقد قاد المنتخب المدير الفني العراقي عدنان حمد وخاض فيها المنتخب ثلاث مباريات جاءت حصيلتها 4 نقاط كان 3 منها بفوز على المنتخب الايراني في عمان 1/0بينما خسر في الذهاب في طهران بالنتيجة ذاتها، وتعادل المنتخب مع تايلند 0/0 في بانكوك .
المرحلتان تكشفان اكثر من حالة يجب تسليط الضوء عليها ولنبدأ في عملية تسجيل الاهداف، حيث سجل المنتخب في مرحلة فينجادا هدفاً واحداً كان امام سنغافورة، لكنه في الوقت ذاته تلقى هدفين، بينما بعد مجيء حمد فانه سجل هدفا كان في مرمى ايران وتلقى بالمقابل هدفا من المنافس ذاته، ما يعني ان المرحلة الثانية جاءت لغاية الآن افضل من سابقتها على هذا المقياس.
الهدفان اللذان سجلهما المنتخب خلال المرحلتين كانا على الصعيد الرسمي، اي في خمس مباريات بينما اختلف هذا العدد اثناء الجانب الاعدادي في المباريات التحضيرية التي خاضها المنتخب هنا او هناك، حيث كان التسجيل حاضرا (8 اهداف) مع الاشارة الى ضرورة التفريق بين المباريات الودية والمباريات الرسمية من حيث الحساسية وقوة المنافس بين الفرق في الحالتين.
بداية، فان سلم ترتيب المجموعة الخامسة التي يخوض بها المنتخب التصفيات الحالية للنهائيات الاسيوية نجد ان المنتخب السنغافوري الذي يتقدم علينا بفارق نقطة سجل خمسة اهداف ما يعني انه يفوقنا بثلاثة رغم انه الدفاع الاضعف في المجموعة حيث تلقى مرماه 13 هدفاً، وبالمقابل سجل منتخب تايلند ثلاثة اهداف ودخل مرماه هدفان، فيما سجل منتخبنا كما اشرنا هدفين بينما دخلت المرمى ثلاثة اهداف.
وعلى الطرف الودي، فان الاهداف الثمانية التي سجلها المنتخب جاءت تحديدا عبر عبدالله ذيب (هدفين) ولؤي عمران وانس بني ياسين وحاتم عقل وعامر ذيب، اثناء مواجهات جمعت المنتخب بـ زيمبابوي 2/0، والكونجو 1/1، والبحرين 0/4، وماليزيا 0/0، ونيوزلندا 1/3، والكويت 1/2، والامارات 1/3، واخيراً الصين 2/2 عن طريق محمود شلباية.
ومع ان هذه المباريات الودية لم تشهد، رغم الاهداف المسجلة خلالها، مشاركة عامر شفيع او محمود شلباية او حسونة الشيخ، فانها عكست نجاعة هجومية واضحة قابلها تواضع دفاعي بعدما تلقت شباك المنتخب 15 هدفا، على عكس الصعيد الرسمي، وهو ما يؤكد عدم اخذ المباريات الودية كمقياس حقيقي للاداء اولا، ونسبة التسجيل ثانيا، وفقا لاختلاف الاسماء من جهة، والغايات من جهة اخرى.
كما ان هذه الارقام تؤكد ما يعاني منه المنتخب في الناحية الهجومية التي يبدو ان نظيرتها الدفاعية على المستوى الجدي وليس الودي، تعيش افضل حالاتها، مع الاشارة الى ان الهدفين اللذين سجلا في سنغافورة اولا وايران ثانيا جاءا من المدافع حاتم عقل ولاعب خط الوسط عامر ذيب، دون ان نرى للان اية تحركات ايجابية من المهاجمين رغم تنوع اسمائهم على مدار المباريات الخمس التي لعبها المنتخب في الاستحقاق الاسيوي.
كما ان ظهور الهدافين فقط في مناسبتين وعبر لاعب واحد حين سجل محمود شلباية هدفي المنتخب في الصين خلال المباراة الودية الاخيرة، محور مهم يستحق التشديد، فكيف يمكن لنا ان نبرر غياب الاهداف بهذه الصورة الملحوظة، رغم ان الهدافين وان صاموا شيئا من الوقت فان صيامهم لا يستوجب ان يطول حتى هذا الحد!
وهل من مبررات؟
قد يكون المبرر في الصلابة الدفاعية وغياب النجاعة الهجومية، هو تفاوت الثبات في الاسماء التي شغلت الواجهتين منذ انطلاق التصفيات، حيث تشير سجلات كل مباراة على حدة، ان الخط الدفاعي لم يشهد تعديلات كثيرة على عناصره الا في فترات محدودة واقتصرت الاسماء التي شاركت اساسيا على عامر شفيع في الحراسة وبشار بني ياسين وحاتم عقل ومحمد منير وانس بني ياسين وعلاء مطالقة وباسم فتحي، مع التنبيه الى ان قلبي الدفاع حاتم وبشار لم يفترقا عن بعضهما في اية مباراة، الامر الذي يدلل على وجود تناغم واضح وتجانس كبيرة بين هذه الاسماء حتى وان تم تطعيمها باسم او اسمين.
وعلى الطرف الاخر المرتبط بخطي الوسط والهجوم، فقد تناوب على ذلك العديد من الاسماء، ودون ان نلتفت للعناصر البديلة والتركيز فقط على الاساسيين، ووفقا للمشاركة في المباريات الخمس، بلغ عددهم عشرة لاعبين ما بين خطي الوسط والهجوم، وهم بهاء عبد الرحمن، محمد جمال، قصي ابو عالية، عبدالله ذيب، حسونة الشيخ، عامر ذيب، مهند محارمة، عدي الصيفي، عبد الهادي المحارمة، محمد عبد الحليم ومحمود شلباية، واذا اضفنا هذا العدد للخماسي الذي تعود المنتخب في الظهور عليه بالخط الخلفي نجد ان التغيير ظل يصيب اربعة اسماء اما في الوسط او الهجوم.
لن نحمل الجهاز الفني مسؤولية ما عكسته التغييرات التي اصابت الخطين وتحديدا الهجومي ولن نقف كثيرا عند دور اللاعبين انفسهم في التنسيق فيما بينهم لايجاد التناغم المطلوب، لان هناك ظروفا لا يمكن انكارها رافقت المنتخب خلال المباريات الاخيرة والقت بظلالها على منسوب الاداء رغم الاجماع الواضح على ارتفاع المستوى الفني والبدني للاعبين، فقد وجد الجهاز الفني نفسه يخسر جهود الشاب مهند محارمة تارة، ومن ثم يخسر محمود شلباية رغم تذبذب مستواه، للايقاف، ومن بعد ذلك تحرم الاصابة الاستفادة من خبرة حسونة الشيخ، ناهيك عن عدم ظهور عبدالله ذيب كما هو معتاد.
لا نستخدم ما سبق من عبارات لايجاد المبررات لعدنان حمد وجهازه المعاون ولا نمهد للخروج من التصفيات لان الفرصة وان تعلقت بامال ايرانية فانها لا تزال قائمة وبشكل كبير، وهذه قناعات تولدت من دلالات واقعية جاءت بعد الاداء اللافت امام ايران والتعادل المميز مع الصين وكذلك بعد النتيجة الاخيرة التي اكدت ان التايلنديين ليسوا كما شبههم البعض بالحلقة الاضعف الى جانب سنغافورة، دون ان نتغاضى عما ولده النشامى لدى الاردنيين من ثقة بامكانية تحقيق الطموح وقلب الاماني الى واقع وحقائق.
خلاصة القول، وبغض النظر عمن يسجل سواء مدافع او لاعب وسط او مهاجم فالغاية واحدة تتمثل في اصابة شباك المنافس بأي طريقة كانت وعبر قدم أو رأس أي لاعب لان هذه مجرد أرقام ستبقى في بطون الأرشفة طالما استطاع المنتخب تخطي سنغافورة بالفوز مع انتظار ما يقدمه المنتخب الايراني الذي شاءت الأقدار ان ندعو له بالتوفيق بعدما كان قبل اشهر منافسا نتأهب لاجتيازه بشراسة.
وقبل هذا الدعاء يتوجب ان يبدأ المنتخب الوطني باعداد العدة لاجتياز منتخب سنغافورة، وهو الاهم، اذ ما الفائدة ان يقدم لنا المنتخب الايراني (الهدية) من طهران، بينما نرفضها في عمان وهي بين ظهرانينا؟
منقول من جريدة الراي