لا زالت قضية الطفل ورد عبد المجيد الربابعة (5 أعوام) وظروف اختفائه الغامضة مبهمة تحتاج ولو لأبسط دليل مادي للإمساك بطرف الخيط الذي ربما يسعف كل من هبّ للبحث عنه في فكّ لغز فقدانه والعثور عليه.
دموع الأم التي لم تجف ولم يهنأ لها بال بعد أن غاب عنها طفلها الصغير انتفض جسمها ألما وحسرة على فلذة كبدها بعد مرور أسبوع على اختفائه، حيث أصيبت بحالة تشنج كامل في الجزء الأيسر من جسمها نقلت على إثرها إلى مستشفى الأميرة راية/ دير أبي سعيد.
لم تكن والدة "ورد" هي فقط من فجعت على فقد طفلها، فـ "عبيدة" أيضا بوصفه الشقيق الأصغر والوحيد لورد الذي كان يلازمه في لهوه ومنامه تعرض هو الآخر لصدمة نفسية من طول انتظاره لعودة شقيقه، وتمت معالجته في ذات المستشفى بعد أن تزايدت تساؤلاته اليومية عن أخيه، فالفراغ الذي تركه ورد بغيابه كان له عظيم الأثر على أسرته وأقرانه في الحي كما أكد والده.
مستجدات أخرى قد تضع لدينا بريق أمل في إنهاء معاناة الأهل ومصابهم الجلل، بأن الأجهزة الأمنية تحقق حاليا في حادثة إختفاء شخص من ذوي الأسبقيات مطلوب أمنيا كان قد توارى عن الأنظار منذ إختفاء "ورد"، وقد أكد متصرف لواء الكورة حسين البلاسمة الذي يتابع بشكل حثيث أعمال التحري والبحث عن الطفل "ورد" بأن البحث لا زال مستمرا عن ذلك الشخص الذي يشتبه أن له علاقة في قصة الإختفاء الغامضة.
وحول وجود أية عداوة أو خلافات مع أشخاص فقد أقرّ والد الطفل ورد أن هناك خلافات بين أبناء عمومته وأشخاص آخرين في بلدة جديتا التي يقيمون فيها، لكنه امتنع عن إتهام أي شخص باختطاف ولده وأكد الأب مجددا أنه ليس على خلاف شخصي سابق مع أي شخص وأنه لم يسيء أو يتعرض أحدا، كما أنه ملتزم بعمله في البناء وتأدية صلاتي المغرب والعشاء بالمسجد منذ حوالي ألـ 4 سنوات.
وفي نفس الوقت فقد نفى مجاورون للأسرة ما يتردد خارج البلدة عن وجود خلافات أسرية، مؤكدين أن تلك الشائعات لا أساس لها من الصحة وأنهم بحكم مشاهداتهم لعائلة ورد يرون التعاون والتآلف بين الزوجين، وقال حسن خطاطبة "كنا نشاهد ألفة ورد في المسجد أثناء مرافقته لوالده وكان مثار إعجاب بخلقه وبلباسه عند المصلين"، مضيفا "ألفناه ذكيا واجتماعيا".
وقد نفى والد "ورد" أيضا تعرض طفله لأي إساءة أثناء خروجه اليومي لشراء احتياجات المنزل من السوق المجاور، سواء كانت الإساءة من كبير أو صغير أو حتى لمجرد سؤال غير عادي سوى السلام عليه ممن يصادفه في الطريق من مجاورين ومعارف، وأشار أيضا أنه يخرج وأسرته غالبا للنزهة في يوم الجمعة إلى منطقة "المطل" شرق البلدة يصلون إليها مشيا على الأقدام.
وما انفك الأب يردد عبارة (حسبي الله ونعم الوكيل)، فلا زال إيمانه بربه كبير مؤكدا أنه يشعر بثقة من أن طفله سيعود سالما إلى حضن ذويه في أقرب وقت ممكن، وأفاد أنه يتغلب على فراغه بذكر الله وبالصلوات، كما وصف جهود رجال الشرطة بالمضنية والشاقة وأنهم (ما خلّو من جهدهم شيء) داعيا المتضامنين معه من البلدة وخارجها إلى الصلاة والدعاء لله تعالى بأن يفرج كربه ويعيد إليه ابنه.
يذكر أن الأجهزة الأمنية بدورياتها الراجلة والمتحركة وكلابها البوليسية لا زالت تواصل بحثها المضني عن الطفل ورد الذي اختفى منذ الأحد 26/ نسيان الماضي، أملا في العثور على أي دليل يرشدهم إليه.
أما على مستوى التضامن الشعبي فقد قام نادي سما الروسان الرياضي بعمل بروشورات خاصة بصورة الطفل المفقود وتوزيعها على الأهالي في محاولة منهم لتسهيل العثور عليه. وأكد رئيس النادي هاني الروسان أن ذلك جاء تجسيدا لمبدأ التعاضد والتساند بين سكان اللواءين، بني كنانة والكورة، كونهما يشكلان لحمة واحدة داخل النسيج الإجتماعي الأردني، مشيرا إلى وقوف كافة الفعاليات الرياضية والشبابية في اللواء مع أسرة الطفل المفقود على اعتبار أنه "إبن الجميع".
منقول للفائده