عميد علوم الأرض”: جدة آمنة من الهزات الأرضـية .. وبـراكــين المدينـة الأضـعف
الأربعاء, 20 مايو 2009
سعيد العدواني - جدة - تصوير: عبد الله آل محسن
قال عميد كلية علوم الأرض بجامعة الملك عبد العزيز المستشار غير المتفرغ بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور محمد بن رشاد مفتي: إن احتمالية حدوث نشاط بركاني في منطقة العيص، مشيرا إلى أن الدراسات والدلائل تؤكد أن النشاط البركاني الذي قد يحدث، لا سمح الله، هو الأضعف والأقل عنفا من بين أنواع البراكين المعروفة .
وأوضح أن مدينة جدة تعتبر آمنة ولا يمكن أن يحدث أي بركان دون حدون هزات وزلازل أرضية .
ولفت مفتي خلال محاضرته العلمية التي ألقاها ظهر أمس بقاعة الاحتفالات أن البراكين التي شهدتها المدينة قبل مئات السنين كانت الأقل عنفا ثوران " أسترمبولي " وان الرماد البركاني الذي يقذف به الثوران البركاني قد يرتفع إلى قرابة 500 متر ويتجه بحسب اتجاه الرياح ويستمر في الترسب على سطح الأرض على مسافة تصل الى 2 كم تقريبا، وأشار مفتي الى ان انسياب الصهارة وسرعة ما يعرف باللافا التي تخرج على سطح الارض تحددها نسبة السيلكا الموجدة في الصهارة ولزوجة تلك الصهارة فمتى ما كان حجم السيلكا واللزوجة عالية في الصهارة كانت حركة انسيابها بطيئة وبالتالي لا تقطع مسافات بعيدة عن موقع خروج الصهارة وانبعاث البركان. ولفت مفتي أن درجة حرارة الصهارة تصل إلى 1000 درجة مئوية وعند وصول الصهارة الى سطح الارض تبدأ في الانخفاض الى ان تتصلب وتتكون الصخور البركانية وهذا يستغرق أياما عديدة لا يمكن تحديدها.
وذكر الدكتور محمد مفتي أن أجهزة الرصد الزلزالية في العام الماضي رصدت العديد من الهزات في نفس المنطقة ولم يشعر بها الأهالي وفي هذا العام عادت الحشود الزلزالية حتى أصبح الجميع يشعر بها ويتحسسها. ولفت مفتي الى انه يوجد 12 حرة بركانية وأن آخر ثوران وقع بالمملكة كان في عام 654 هـ . وكان في منطقة المدينة المنورة . والمح الدكتور مفتي إلى أن فرقا من الخبراء الجيولوجيين يعملون على دراسة الموقع ومعرفة ما اذا امكن تحديد الموقع الأضعف في المنطقة والتي من خلالها يمكن التنبؤ بخروج اللابا وهذا الامر لا يعدو كونه احتمالات كونه لا يمكن لأي شخص او عالم معرفة مكان خروج الصهارة من باطن الأرض . وقال إن هناك دراسة لتلك الحرات ومعرفة كل التفاصيل عنها، مشيرا إلى أن الموقع الذي يشهد الحشود الزلزالية في العيص يوجد به العديد من الصدوع والشقوق في المنطقة. وكان مفتي عميد كلية علوم الأرض بجامعة الملك عبد العزيز قد ألقى محاضرة بعنوان النشاط البركاني في المملكة العربية السعودية التاريخ والحقائق العلمية.
والتي رعاها مدير جامعة الملك عبد العزيز الدكتور أسامة بن صادق طيب تحدث فيها عن الحرات وتواجدها ونشأتها في المملكة حيث تمتد من حدود اليمن إلى شمال المملكة، كما قدم مفتي وصفا جيولوجيا مبسطا لحرة لونيير . وذكر أن الحرات البركانية في المملكة في غالبيتها مكونة من لابات هي الأقل عنفا في الانفجارات البركانية .
وتحدث الدكتور محمد مفتي عن أنواع البراكين والثورانات ومنها ثورانات هادئة أو عنيفة وثورانات شقوق وثورانات الصهيرية المائية وهي عنيفة نسبيا . كما أبرز الدكتور الروايات التاريخية وذكر أنه حصل بركان قبل 800 عام سنة 654 بمنطقة تبعد عن المدينة المنورة ما يقارب 25ك وقد كون عددا من البراكين الصغيرة ولابات حمم بازلتية واستمرت ما يقارب لـ52 يوم ولم تذكر الروايات حصول أي تهدم للمنازل أو للمسجد النبوي أو حصول وفيات وإصابات وبعد ذلك استمع الدكتور محمد مفتي إلى أسئلة الحاضرين والحاضرات وقام بالرد عليها وقد بين من خلال ذلك أنه لم يرد أي معلومة لوصول الحرات إلى المدينة المنورة