يعتبر الصقر من اشهر الطيور الجارحه وذلك لقوته ورشاقته وسرعة بديهته وذكائه - وقد عرفت الصقور منذ قديم الزمان ففي العصر الجاهلي كان الحارث بن معاويه يصطاد بالصقر ثم اتخذه العرب فيما بعد للصيد .
وتختلف الصقور في اشكالها والوانها واحجامها ومهارتها وذلك نظرا لاختلاف الظروف الطبيعيه والموطن , فمن كان افضلها من حيث القوه والذكاء والمهاره والشكل - كان هو المحبب والغالي الثمن , ولقد اطلق وصف على افضل الصقور والذي ياتي في المرتبه الاولى بلا منازع متى توفرت فيه الصفات الاتيه ( احمر اللون , عظيم الهامه , من غير مدامع , تام المنسر , طويل العنق , رحب الصدر , ممتليء الزور , عريض الوسط , جليل الفخذين , قصير الساقين , قريب القعده من الفقار, طويل الجناحين , قصير الذنب , سبط الكف , غليظ الاصابع , اسود اللسان ) .
والصقر طائر يمتاز بشدة صبره حتى قيل ان الصقور بمنزلة البغال من الدواب نظرا لما يمتاز به من الصبر والتحمل .
كما ان الصقر طائر صيود لا تفلت الفريسه منه مهما قاومت ولا يتركها قط بل يتفانى للظفر بها , ويمتاز ايضا بقوة ابصاره ويرى من بعد حتى يقال ان الصقر يبصر فريسته لمسافه تتجاوز 10 كيلومترا . ( والله اعلم )
يلاحظ في بعض الدول الاخرى ان الصقور تستخدم لصيد الفرائس الكبيره الحجم التي تفوق حجم الصقر اضعاف مضاعفه من ذلك يتم صيد الغزلان و بالاضافه الى الطيور الكبيره الحجم , الا ان في الخليج لا يستخدم الصقر الا لصيد ( الحبارى والكروان والارنب ) وبعض الطيور الاخرى .
ان الصقر يعتبر بحاجه ماسه الى ( البرقع ) وذلك لتغطية عينيه لكيلا يثب على يد صقاره لغير الحاجه اليه - وايضا كيلا ينطلق الى الفريسه قبل الاوان بالاضافه الى ان ( البرقع ) يجعله هاديء السلوك من المؤثرات الخارجيه التي منها الاضاءة المبهرة , وقد شبهت ( البرقع ) للصقور بمثابة الاغماد بالنسبه للسيوف , فان الغمد يصون السيف من الصدا وهو لايجرد منه الا وقت الحاجه ونفس الشيء ( للبرقع ) بالنسبه للصقر .
في شهر الخريف يبدا موسم مرور الصقور بالخليج من مواطنها الاصليه في الشمال باتجاه الجنوب الاماكن الاكثر دفئا وتمر الصقور على المناطق التي تقع في شمال الخليج بعيده عن الاماكن الامؤهوله لانها تنزعج من الضوضاء فيخرج الصيادون في هذا الموسم لاصديادها ( بالشباك ) وهذه الطريقه تحتاج الى صبر طويل في سبيل ذلك , ووسيلة صيده تكون باحدى هذه الطرق :-
الطريقه الاولى ( الشبك ) :
يقوم الصياد بحفر حفره كبيره تاويه بالكامل ويغطيها بطبقه من الطين او السعف لها فتحات للرؤيه وبالقرب منها تنصب ( الشبك ) وبالقرب منه ايضا تكون حفره صغيره مغطاه ( بالخيش ) وبداخلها الفريسه وتكون مربوطه بحبل متصل ( بالشبك ) والطرف الاخر بيد الصياد - يقوم كذلك الصياد باحضار غراب ويربطه بحبل طويل متصل بعدد من الريش ويقوم الصياد بتطييره عدة مرات , فعندما يرى الصقر الغراب ويرى ايضا الريش فيظن ان هناك فريسه ظفر بها الغراب فيتجه نحو الهدف ففي هذا الاثناء يقوم الصياد بابعاد الغراب لانتهاء دوره ثم يسحب الحبل الاخر فتظهر الحمامه فيتجه اليها الصقر فيسحبها الصياد عن طريق الحبل النتصل ( بالشبك ) حينئذ يطبق ( الشبك ) على الصقر .
الطريقه الثانيه ( الدرك ) :
تؤخذ حمامه وينتف جزء من ريش جناحها كي لا تستطيع الطيران المرتفع ثم يقوم الصياد بتلبيسها شبكه تعرف ( بالدرك ) في طرفي جناحها فتكون هذه الشبكه شبيه بالستره التي تعرف ( بالسديري ) .الشبكه لها فتحات دائريه من الخيوط الحريريه فعندما يرى الصقر الحمامه ينقض عليها فتدخل براثنه مابين الفتحات فلا يستطيع اخراجها باي حال من الاحوال كما ان الصقر لا يستطيع الطيران هروبا بالحمامه بارتفاع لا يتعدى الثلاث امتار , فمن ثم ياتي الصياد لتخليص ( الصقر ) من الشبكه ( الدرك ) . ان هذه الطريقه سهله ولا تحتاج لمجهود كما ان الصياد يستطيع استخدام كثير من الحمام بنف الطريقه وفي اماكن متفرقه ولكن هذا يستلزم مراقبه الفريسه من بعد ( بالدربيل ) الذي هو عباره عن المنظار .
الطريقه الثالثه ( شبكة الهواء ) :
هي عباره عن شبكه مربعه تعرف ( بشبكة الهواء ) طولها بحدود مترين والعرض كذلك , تنصب وهي مفتوحه من الامام ويوضع في اطرافها ثقل وتكون غير مثبته باحكام , كما يوضع تحتها حمامه او طائر حي , فعندما يرى الصقر الطائر ينقض ويصطدم ( بشبكة الهواء ) حينئذ لا يستطيع الفرار لوقوع الشبكه عليه .