شغف الصيد واستهوائه لدى الشباب وحبهم له يجعلهم يتكبدون الخسائر من المال والجهد والوقت ويجعلهم يتجاوزون كل الظروف ويجوبون كل الطرقات والأماكن بحثاً عن الطرائد,, الجزيرة تلقي الضوء هنا على رحلة من رحلات الصيد خارج الوطن ليتعرف القارئ الكريم معنا على هذه المغامرة الصحراوية في ارض السودان الشقيق بين الذئاب والضباع بحثاً عن صيد سمين!!
إلى بورسودان
في البداية تحدث عبدالرحمن الحصيني عن هذا الموضوع حيث قال نخرج بالسيارة الى ميناء جدة ومنها الى ميناء بورسودان شرق السودان ثم ننطلق بالسيارة براً الى مواقع الصيد التي اقربها لا يقل عن 150 كم، وعن أبرز مواقع الصيد يقول هناك مواقع كبيرة كثيرة للصيد ولكن ابرزها وادي عرب والقضارف وكسلا حيث توجد الطيور والحيوانات ومناقع الماء,.
ويضيف,, تكون السيارة مجهزة بكامل الضروريات منذ خروجنا من أرض الوطن مثل مياه الشرب حيث نجد صعوبة في تأمينها بالسودان وكذلك الأرز والسكر وغيرها من حاجات الرحلة كالخيمة والفراش,, يقول: وعند وصولنا الى ميناء السودان ندفع رسوم فيزة الصيد وهي ما تعادل ثمانية عشر ألف ريال سعودي لثمانية أشخاص وهي تختلف عن فيزة السياحة التي لا تتجاوز اربعة آلاف وخمسمائة ريال ولكنها لا تعطيك الحرية في ممارسة الصيد ولو خالفت الأنظمة والتعليمات فإن الجزاء سيكون مصادرة السيارة بما فيها من امتعة، وعن الأسلحة وكيفية تأمينها يقول خالد الوسيدي: انه عند وصولنا السودان نستأجر اسلحة شوزن وصاحبها حتى نستفيد من التصريح الذي يحمله للصيد مقابل مائة أو مائة وخمسين ريالا فقط لليوم الواحد بحيث يكون مالك السلاح بمثابة العامل لدينا يقوم ببعض الأعمال مثل الطبخ والنار، والتنظيف وغيرها.
رحلة المقناص
وعن رحلة الصيد يقول الوسيدي انها تتراوح من خمسة عشر يوماً الى الشهر وأنسب الأوقات للصيد هي بعد الفجر وقبل شروق الشمس وافضل المواسم نهاية فصل الشتاء.
وعن الحيوانات والطيور التي يصيدونها يقول عبدالعزيز السدراني الحيوانات التي نصيدها الوعل والظبي والأرانب والوبر اما الطيور فالقطاء بالنسبة للشتاء حيث انه مستوطن بالسودان وبالنسبة للوسم فأفضل الطيور التي نصيدها هي الحبرو والخرب والقمري والنجم والكرك حيث تهاجر الى السودان ونلتقيها هناك قبل مغادرتها,وعن حجم الصيد يقول السدراني انه باستطاعتنا الصيد يومياً الى أكثر من عشرين ظبيا لتوفر القطعان ولكن اخلاقيات الصيد التي لابد أن يتحلى بها الصياد ألا يتجاوز حاجته اليومية، وعمّا يفيض عن حاجتهم اليومية يقول خالد السديس ان هناك أناسا يسكنون الصحراء يطلق عليهم هدندوية وهم فقراء ولا يستطيعون الصيد رغم وفرته إذ لايملكون أسلحة وذخيرة، فهؤلاء يفرحون بما نعطيهم مما يفوق حاجتنا اليومية من الصيد سواء أكان حيوانا أم طيرا.
مشكلات وعوائق
وعن أبرز المشكلات التي تواجههم يقول عبدالرحمن الحصيني ان المشكلات قليلة ولله الحمد ولكن أهمها عدم توفير مياه الشرب حيث نأخذها معنا من بلادنا معبأة نقية، كما أن هناك حيوانات مفترسة مثل الذئب والضبعة وهي متوفرة بكثرة تعيش بيننا ونقتلها رغم أنها لا تقترب منا لأنها شبعانة مما في الصحراء من وعول وغزلان وكذلك مشكلة هوام الأرض مثل الثعابين والعقارب ولكن نحن اعتدنا عليها ونستوحش الأرض في عدم وجودها!!
ويقول صالح الحصيني ان ابرز المشكلات هي ارتفاع قيمة فيزة دخول السودان للصيد حيث انها مكلفة 18,000 ريال سعودي ولكن حبنا للصيد يجعلنا مضطرين لدفعها وكذلك احترامنا لأنظمة البلد الشقيق السودان,, فنحن نستطيع الدخول بفيزة سياحة ونمارس الصيد بنظام تأجير الأسلحة ومالكها ولكن حرصاً منا على اعطاء صورة حضارية عن المواطن السعودي في احترامه للأنظمة نتقبل تكلفة فيزة الصيد رغم ارتفاعها، ويضيف ان الذخيرة الفشق في السودان ليست من النوع الجيد طويل المدى ولكن وفرة الصيد وقربه منا يجعلنا نتجاهل هذا الأمر.
ويقول السدراني اننا ننام بالصحراء حيث نقوم حال وصولنا بتركيب الخيمة وترتيب العفش وغيرها ونستقر طوال فترة الصيد هذه في الصحراء ولا نغير مكاننا إلا إذا دعت الحاجة وهناك يتوفر حطب السمر بكثرة حيث إيقاد النار يكون أمراً طبيعياً في كل وقت وليس الليل فقط ويضيف اننا لا نعود الى ارض الوطن بشيء من صيدنا فهذا ممنوع ولكن نستمتع بما نصيده هناك بالسودان.
ويختتم اعضاء فريق المقناص والصيد حديثهم بأن هذه الرحلة ليست الأولى خارجياً، كما انها لن تكون الأخيرة حيث ان هناك مشروعا آخر للصيد الخارجي سيكون لبلد آخر وقد شكر الجميع جريدة الجزيرة على تميزها واثنوا على تطورها.
على الهامش
* شباب يتميز بالمرح والتعليقات الساخرة حيث يقول أحدهم نفارق التسول بالرياض ونجده في صحراء السودان!!.
* ويقول أحدهم لي بعض الذئاب والضباع أصدقاء في صحراء السودان فلا آكل حتى تأكل ولذا أمنت افتراسها لي.
* ويقول أحدهم لو لم يكن على الأرض صيد لبحثنا عنه تحتها.